![]() |
|
|
تفسير بن كثير | تفسير الجلالين | تفسير الطبري | تفسير القرطبي | الشيخ الشعراوي - فيديو | تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي |
إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ |
تفسير بن كثير |
يقول تعالى تحقيراً لأمر الدنيا وتهويناً لشأنها { إنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهو} أي حاصلها ذلك إلا ما كان منها للّه عزَّ وجلَّ، ولهذا قال تعالى: { وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم} أي هوغني عنكم لا يطلب منكم شيئاً، وإنما فرض عليكم الصدقات من الأموال، مواساة لإخوانكم الفقراء، ليعود نفع ذلك عليكم، ويرجع ثوابه إليكم، ثم قال جلَّ جلاله: { إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا} أي يحرجكم تبخلوا { ويخرج أضغانكم} قال قتادة: قد علم اللّه تعالى أن في إخراج الأموال إخراج الأضغان، وصدق قتادة، فإن المال محبوب ولا يصرف إلا فيما هو أحب إلى الشخص منه، وقوله تعالى: { ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل اللّه فمنكم من يبخل} أي لا يجيب إلى ذلك، { ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} أي إنما نقص نفسه من الأجر، وإنما يعود وبال ذلك عليه، { واللّه الغني} أي عن كل ما سواه، وكل شيء فقير إليه دائماً، { وأنتم الفقراء} أي بالذات إليه، فوصفه بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم لا ينفكون عنه، وقوله تعالى: { وإن تتولوا} أي عن طاعته واتباع شرعه، { يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} أي ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تلا هذه الآية: { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} قالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي اللّه عنه، ثم قال: (هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس) "أخرجه مسلم وابن أبي حاتم وابن جرير". |
تفسير الجلالين |
{ إن يسألكموها فحيفكم } يبالغ في طلبها { تبخلوا ويخرج } البخل { أضغانكم } لدين الإسلام. |
تفسير الطبري |
{ إِنْ يَسْأَلكُمُوهَا } : يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنْ يَسْأَلكُمْ رَبّكُمْ أَمْوَالكُمْ { فَيُحْفِكُمْ } يَقُول : فَيُجْهِدكُمْ بِالْمَسْأَلَةِ , وَيُلِحّ عَلَيْكُمْ بِطَلَبِهَا مِنْكُمْ فَيُلْحِف , تَبْخَلُوا : يَقُول : تَبْخَلُوا بِهَا وَتَمْنَعُوهَا إِيَّاهُ , ضَنًّا مِنْكُمْ بِهَا , وَلَكِنَّهُ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْكُمْ , وَمِنْ ضِيق أَنْفُسكُمْ فَلَمْ يَسْأَلكُمُوهَا . وَقَوْله : { وَيُخْرِج أَضْغَانكُمْ } يَقُول : وَيُخْرِج جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَوْ سَأَلَكُمْ أَمْوَالكُمْ بِمَسْأَلَتِهِ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَضْغَانكُمْ قَالَ : قَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِي مَسْأَلَته الْمَال خُرُوج الْأَضْغَان . 24333 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا } قَالَ : الْإِحْفَاء : أَنْ تَأْخُذ كُلّ شَيْء بِيَدَيْك . { إِنْ يَسْأَلكُمُوهَا } : يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنْ يَسْأَلكُمْ رَبّكُمْ أَمْوَالكُمْ { فَيُحْفِكُمْ } يَقُول : فَيُجْهِدكُمْ بِالْمَسْأَلَةِ , وَيُلِحّ عَلَيْكُمْ بِطَلَبِهَا مِنْكُمْ فَيُلْحِف , تَبْخَلُوا : يَقُول : تَبْخَلُوا بِهَا وَتَمْنَعُوهَا إِيَّاهُ , ضَنًّا مِنْكُمْ بِهَا , وَلَكِنَّهُ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْكُمْ , وَمِنْ ضِيق أَنْفُسكُمْ فَلَمْ يَسْأَلكُمُوهَا . وَقَوْله : { وَيُخْرِج أَضْغَانكُمْ } يَقُول : وَيُخْرِج جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَوْ سَأَلَكُمْ أَمْوَالكُمْ بِمَسْأَلَتِهِ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَضْغَانكُمْ قَالَ : قَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِي مَسْأَلَته الْمَال خُرُوج الْأَضْغَان . 24333 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا } قَالَ : الْإِحْفَاء : أَنْ تَأْخُذ كُلّ شَيْء بِيَدَيْك . ' |
تفسير القرطبي |
قوله تعالى { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو} تقدم في [الأنعام ] { وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم} شرط وجوابه. { ولا يسألكم أموالكم} أي لا يأمركم بإخراج جميعها في الزكاة، بل أمر بإخراج البعض، قاله أين عيينة وغيره. وقيل { لا يسألكم أموالكم} لنفسه أو لحاجة منه إليها، إنما يأمركم بالإنفاق في سبيله ليرجع ثوابه إليكم. وقيل { لا يسألكم أموالكم} إنما يسألكم أمواله، لأنه المالك لها وهو المنعم بإعطائها. وقيل : ولا يسألكم محمد أموالكم أجرا على تبليغ الرسالة. نظيره { قل ما أسألكم عليه من أجر} [الفرقان : 57] الآية. قوله تعالى { إن يسألكموها فيحفكم} يلح عليكم، يقال : أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد. والحفي المستقصي في السؤال، وكذلك الإحفاء الاستقصاء في الكلام والمنازعة. ومنه أحفى شاربه أي استقصى في أخذه. { تبخلوا ويخرج أضغانكم} أي يخرج البخل أضغانكم. قال قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان. وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن محيصن وحميد { وتخرج} بتاء مفتوحة وراء مضمومة. { أضغانكم} بالرفع لكونه الفاعل. وروى الوليد عن يعقوب الحضرمي { ونخرج} بالنون. وأبو معمر عن عبدالوارث عن أبي عمرو { ومخرج} بالرفع في الجيم على القطع والاستئناف والمشهور عنه { ويخرج} كسائر القراء، عطف على ما تقدم. |
الشيخ الشعراوي - فيديو |
سورة محمد الايات 31 - 38 |
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي |
القرآن الكريم أعطانا صوراً متعددة للحياة الدنيا تدل في مجملها على أنها حياة قصيرة هيِّنة تغرُّ الناس وتخدعهم، من هذه الصور قوله تعالى: |
www.alro7.net