![]() |
|
|
تفسير بن كثير | تفسير الجلالين | تفسير الطبري | تفسير القرطبي | الشيخ الشعراوي - فيديو | تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي |
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا |
تفسير بن كثير |
لما ذكر تعالى بر الوالدين، عطف بذكر الإحسان إلى القرابة وصلة الأرحام، وفي الحديث: (أمك وأباك ثم أدناك أدناك)، وفي رواية: (ثم الأقرب فالأقرب) وفي الحديث: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه) وقوله: { ولا تبذر تبذيرا} لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه، بل يكون وسطاً كما قال في الآية الأخرى: { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} الآية، ثم قال منفراً عن التبذير والسرف: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} : أي أشباههم في ذلك، قال ابن مسعود: التبذير الإنفاق في غير حق، وقال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله في الحق لم يكن مبذراً، ولو أنفق مداً في غير حق كان مبذراً. وقال قتادة: التبذير النفقة في معصية اللّه تعالى، وفي غير الحق والفساد، وقوله: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} : أي في التبذير والسفه، وترك طاعة اللّه وارتكاب معصيته، ولهذا قال: { وكان الشيطان لربه كفورا} : أي جحوداً، لأنه أنكر نعمة اللّه عليه ولم يعمل بطاعته، بل أقبل على معصيته ومخالفته، وقوله: { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك} الآية: أي إذا سألك أقاربك ومن أمرناك بإعطائهم وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لفقد النفقة { فقل لهم قولا ميسورا} أي عدهم وعداً بسهولة ولين إذا جاء رزق اللّه فسنصلكم إن شاء اللّه) هكذا فسره مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة فسروا القول الميسور بالوعد . |
تفسير الجلالين |
{ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين } أي على طريقتهم { وكان الشيطان لربه كفورا } شديد الكفر لنعمه فكذلك أخوه المبذر . |
تفسير الطبري |
وَأَمَّا قَوْله { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَان الشَّيَاطِين } فَإِنَّهُ يَعْنِي : إِنَّ الْمُفَرِّقِينَ أَمْوَالهمْ فِي مَعَاصِي اللَّه الْمُنْفِقِيهَا فِي غَيْر طَاعَته أَوْلِيَاء الشَّيَاطِين ; وَكَذَلِكَ تَقُول الْعَرَب لِكُلِّ مُلَازِم سُنَّة قَوْم وَتَابِع أَثَرهمْ : هُوَ أَخُوهُمْ . { وَكَانَ الشَّيْطَان لِرَبِّهِ كَفُورًا } يَقُول : وَكَانَ الشَّيْطَان لِنِعْمَةِ رَبّه الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِ جُحُودًا لَا يَشْكُرهُ عَلَيْهِ , وَلَكِنَّهُ يَكْفُرهَا بِتَرْكِ طَاعَة اللَّه , وَرُكُوبه مَعْصِيَته , فَكَذَلِكَ إِخْوَانه مِنْ بَنِي آدَم الْمُبَذِّرُونَ أَمْوَالهمْ فِي مَعَاصِي اللَّه , لَا يَشْكُرُونَ اللَّه عَلَى نِعَمه عَلَيْهِمْ , وَلَكِنَّهُمْ يُخَالِفُونَ أَمْره وَيَعْصُونَهُ , وَيَسْتَنُّونَ فِيمَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ بِهِ مِنْ الْأَمْوَال الَّتِي خَوَّلَهُمُوهَا وَجَلَّ عَزَّ سُنَّته مِنْ تَرْك الشُّكْر عَلَيْهَا , وَتَلَقِّيهَا بِالْكُفْرَانِ . كَاَلَّذِي : 16794 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ } : إِنَّ الْمُنْفِقِينَ فِي مَعَاصِي اللَّه { كَانُوا إِخْوَان الشَّيَاطِين وَكَانَ الشَّيْطَان لِرَبِّهِ كَفُورًا } . وَأَمَّا قَوْله { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَان الشَّيَاطِين } فَإِنَّهُ يَعْنِي : إِنَّ الْمُفَرِّقِينَ أَمْوَالهمْ فِي مَعَاصِي اللَّه الْمُنْفِقِيهَا فِي غَيْر طَاعَته أَوْلِيَاء الشَّيَاطِين ; وَكَذَلِكَ تَقُول الْعَرَب لِكُلِّ مُلَازِم سُنَّة قَوْم وَتَابِع أَثَرهمْ : هُوَ أَخُوهُمْ . { وَكَانَ الشَّيْطَان لِرَبِّهِ كَفُورًا } يَقُول : وَكَانَ الشَّيْطَان لِنِعْمَةِ رَبّه الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِ جُحُودًا لَا يَشْكُرهُ عَلَيْهِ , وَلَكِنَّهُ يَكْفُرهَا بِتَرْكِ طَاعَة اللَّه , وَرُكُوبه مَعْصِيَته , فَكَذَلِكَ إِخْوَانه مِنْ بَنِي آدَم الْمُبَذِّرُونَ أَمْوَالهمْ فِي مَعَاصِي اللَّه , لَا يَشْكُرُونَ اللَّه عَلَى نِعَمه عَلَيْهِمْ , وَلَكِنَّهُمْ يُخَالِفُونَ أَمْره وَيَعْصُونَهُ , وَيَسْتَنُّونَ فِيمَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ بِهِ مِنْ الْأَمْوَال الَّتِي خَوَّلَهُمُوهَا وَجَلَّ عَزَّ سُنَّته مِنْ تَرْك الشُّكْر عَلَيْهَا , وَتَلَقِّيهَا بِالْكُفْرَانِ . كَاَلَّذِي : 16794 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ } : إِنَّ الْمُنْفِقِينَ فِي مَعَاصِي اللَّه { كَانُوا إِخْوَان الشَّيَاطِين وَكَانَ الشَّيْطَان لِرَبِّهِ كَفُورًا } . ' |
تفسير القرطبي |
فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى { وآت ذا القربى حقه} أي كما راعيت حق الوالدين فصل الرحم، ثم تصدق على المسكين وابن السبيل. وقال علي بن الحسين في قوله تعالى { وآت ذا القربى حقه} هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، أمر صلى الله عليه وسلم بإعطائهم حقوقهم من بيت المال، أي من سهم ذوي القربى من الغزو والغنيمة، ويكون خطابا للولاة أو من قام مقامهم. والحق في هذه الآية ما يتعين من صلة الرحم، وسد الخلة، والمواساة عند الحاجة بالمال، والمعونة بكل وجه. الثانية: قوله تعالى { ولا تبذر} أي لا تسرف في الإنفاق في غير حق. قال الشافعي رضي الله عنه : والتبذير إنفاق المال في غير حقه، ولا تبذير في عمل الخير. وهذا قول الجمهور. وقال أشهب عن مالك : التبذير هو أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه، وهو الإسراف، وهو حرام لقوله تعالى { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} وقوله { إخوان} يعني أنهم في حكمهم؛ إذ المبذر ساع في إفساد كالشياطين، أو أنهم يفعلون ما تسول لهم أنفسهم، أو أنهم يقرنون بهم غدا في النار؛ ثلاثة أقوال. والإخوان هنا جمع أخ من غير النسب؛ ومنه قوله تعالى { إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات : 10]. وقوله تعالى { وكان الشيطان لربه كفورا} أي احذروا متابعته والتشبه به في الفساد. والشيطان اسم الجنس. وقرأ الضحاك { إخوان الشيطان} على الانفراد، وكذلك ثبت في مصحف أنس بن مالك رضي الله عنه. الثالثة: من أنفق مال في الشهوات زائدا على قدر الحاجات وعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر. ومن أنفق ربح مال في شهواته وحفظ الأصل أو الرقبة فليس بمبذر. ومن أنفق درهما في حرام فهو مبذر، ويحجر عليه في نفقته الدرهم في الحرام، ولا يحجر عليه إن بذله في الشهوات إلا إذا خيف عليه النفاد. |
الشيخ الشعراوي - فيديو |
سورة الاسراء الايات 24 - 29 |
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي |
كلمة (أخ) تُجمع على إخْوة وإخْوان.. |
www.alro7.net