![]() |
|
|
تفسير بن كثير | تفسير الجلالين | تفسير الطبري | تفسير القرطبي | الشيخ الشعراوي - فيديو | تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي |
الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ |
تفسير بن كثير |
يقول تعالى مخبراً عن الملك الموكل بعمل ابن آدم، أنه يشهد عليه يوم القيامة بما فعل ويقول: { هذا ما لديّ عتيد} أي معتد بلا زيادة ولا نقصان، وقال مجاهد: هذا كلام الملك السائق يقول: هذا ابن آدم الذي وكلتني به قد أحضرته، وقد اختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد، وله اتجاه وقوة، فعند ذلك يحكم اللّه تعالى في الخليقة بالعدل فيقول: { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} ، وقد اختلف النحاة في قوله: { ألقيا} فقال بعضهم: هي لغة لبعض العرب يخاطبون المفرد بالتثنية، والظاهر أنها مخاطبة مع السائق والشهيد، فالسائق أحضره إلى عرصة الحساب، فلما أدى الشهيد عليه، أمرهما اللّه تعالى بإلقائه في نار جهنم وبئس المصير { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} أي كثير الكفر والتكذيب بالحق { عنيد} معاند للحق معارض له بالباطل مع علمه بذلك، { مناع للخير} أي لايؤدي ما عليه من الحقوق، لا بر ولا صلة ولا صدقة، { معتد} أي فيما ينفقه ويصرفه، يتجاوز فيه الحد، وقال قتادة: معتد في منطقه وسيره وأمره، { مريب} أي شاك في أمره، مريب لمن نظر في أمره، { الذي جعل مع اللّه إلهاً آخر} أي أشرك باللّه فعبد معه غيره، { فألقياه في العذاب الشديد} ، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكلت اليوم بثلاثة: بكل جبار عنيد، ومن جعل مع اللّه إلهاً آخر، ومن قتل نفساً بغير نفس، فتنطوي عليهم فتقذفهم في غمرات جهنم) ""أخرجه الإمام أحمد في المسند"". { قال قرينه} قال ابن عباس ومجاهد: هو الشيطان الذي وكل به، { ربنا ما أطغيته} أي يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامة كافراً يتبرأ منه شيطانه فيقول: { ربنا ما أطغيته} أي ما أضللته، { ولكن كان في ضلال بعيد} أي بل كان هو في نفسه ضالاً، معانداً للحق، كما أخبر سبحانه في قوله: { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن اللّه وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} الآية. وقوله تبارك وتعالى: { قال لا تختصموا لدي} يقول الرب عزَّ وجلَّ للإنسي وقرينه من الجن، وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى، فيقول الإنسي: يارب هذا أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني، ويقول الشيطان: { ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد} أي عن منهج الحق، فيقول الرب عزَّ وجلَّ لهما: { لا تختصموا لديّ} أي عندي، { وقد قدمت إليكم بالوعيد} أي قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل، وأنزلت الكتب وقامت عليكم الحجج والبراهين، { وما يبدل القول لديّ} قال مجاهد: يعني قد قضيت ما أنا قاض، { وما أنا بظلام للعبيد} أي لست أعذب أحداً بذنب أحد، ولكن لا أعذب أحداً إلا بذنبه، بعد قيام الحجة عليه. |
تفسير الجلالين |
{ الذي جعل مع الله إلها آخر } مبتدأ ضُمن معنى الشرط خبره { فألقياه في العذاب الشديد } تفسيره مثل ما تقدم . |
تفسير الطبري |
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : الَّذِي أَشْرَكَ بِاَللَّهِ فَعَبَدَ مَعَهُ مَعْبُودًا آخَر مِنْ خَلْقه .يَقُول تَعَالَى ذِكْره : الَّذِي أَشْرَكَ بِاَللَّهِ فَعَبَدَ مَعَهُ مَعْبُودًا آخَر مِنْ خَلْقه .' يَقُول : فَأَلْقِيَاهُ فِي عَذَاب جَهَنَّم الشَّدِيد .يَقُول : فَأَلْقِيَاهُ فِي عَذَاب جَهَنَّم الشَّدِيد .' |
تفسير القرطبي |
قوله تعالى { وقال قرينه} يعني الملك الموكل به في قول الحسن وقتادة والضحاك. { هذا ما لدي عتيد} أي هذا ما عندي من كتابة عمله معد محفوظ. وقال مجاهد : يقول هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله. وقيل : المعنى هذا ما عندي من العذاب حاضر. وعن مجاهد أيضا: قرينه الذي قيض له من الشياطين. { ألقيا في جهنم} قال ابن زيد في رواية ابن وهب عنه : إنه قرينه من الإنس، فيقول الله تعالى لقرينه { ألقيا في جهنم} قال الخليل والأخفش : هذا كلام العرب الفصيح أن تخاطب الواحد بلفظ الاثنين فتقول : ويلك أرحلاها وازجراها، وخذاه وأطلقاه للواحد. قال الفراء : تقول للواحد قوما عنا، وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه ورفقته في سفره اثنان فجرى كلام الرجل على صاحبيه، ومنه قولهم للواحد في الشعر : خليلي، ثم يقول : يا صاح. قال امرؤ القيس : خليلي مرا بي على أم جندب ** نقض لبانات الفؤاد المعذب وقال أيضا : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل وقال آخر : فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر ** وإن تدعاني أَحْمِ عرضا ممنعا وقيل : جاء كذلك لأن القرين يقع للجماعة والاثنين. وقال المازني : قوله { ألقيا} يدل على ألق ألق. وقال المبرد : هي تثنية على التوكيد، المعنى ألق ألق فناب { ألقيا} مناب التكرار. ويجوز أن يكون { ألقيا} تثنية على خطاب الحقيقة من قول الله تعالى يخاطب به الملكين. وقيل : هو مخاطبة للسائق والحافظ. وقيل : إن الأصل ألقين بالنون الخفيفة تقلب في الوقف ألفا فحمل الوصل على الوقف. وقرأ الحسن { ألقين} بالنون الخفيفة نحو قوله { وليكونا من الصاغرين} [يوسف : 32] وقوله { لنسفعا} [العلق : 15]. { كل كفار عنيد} أي معاند؛ قال مجاهد وعكرمة. وقال بعضهم : العنيد المعرض عن الحق؛ يقال عند يعند بالكسر عنودا أي خالف ورد الحق وهو يعرفه فهو عنيد وعاند، وجمع العنيد عُنُد مثل رغيف ورُغُف. { مناع للخير} يعني الزكاة المفروضة وكل حق واجب. { معتد} في منطقه وسيرته وأمره؛ ظالم. { مريب} شاك في التوحيد؛ قاله الحسن وقتادة. يقال : أراب الرجل فهو مريب إذا جاء بالريبة. وهو المشرك يدل عليه قوله تعالى { الذي جعل مع الله إلها آخر} وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة. وأراد بقوله { مناع للخير } أنه كان يمنع بني أخيه من الإسلام. { فألقياه في العذاب الشديد} تأكيد للأمر الأول. قوله تعالى { قال قرينه ربنا ما أطغيته} يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر العنيد تبرأ منه وكذبه. { ولكن كان في ضلال بعيد} عن الحق وكان طاغيا باختياره وإنما دعوته فاستجاب لي. وقرينه هنا هو شيطانه بغير اختلاف. حكاه المهدوي. وحكى الثعلبي قال ابن عباس ومقاتل: قرينه الملك؛ وذلك أن الوليد بن المغيرة يقول للملك الذي كان يكتب سيئاته: رب إنه أعجلني، فيقول الملك: ربنا ما أطغيته أي ما أعجلته. وقال سعيد بن جبير: يقول الكافر رب إنه زاد علي في الكتابة، فيقول الملك: ربنا ما أطغيته أي ما زدت عليه في الكتابة؛ فحينئذ يقول الله تعالى { قال لا تختصموا لدي} يعني الكافرين وقرناءهم من الشياطين. قال القشيري: وهذا يدل على أن القرين الشيطان. { وقد قدمت إليكم بالوعيد} أي أرسلت الرسل. وقيل: هذا خطاب لكل من اختصم. وقيل: هو للاثنين وجاء بلفظ الجمع. { ما يبدل القول لدي} قيل هو قوله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} [الأنعام: 160] وقيل هو قوله { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [السجدة: 13]. وقال الفراء: ما يكذب عندي أي ما يزاد في القول ولا ينقص لعلمي بالغيب. { وما أنا بظلام للعبيد} أي ما أنا بمعذب من لم يجرم؛ قال ابن عباس. وقد مضى القول في معناه في { الحج} وغيرها. |
الشيخ الشعراوي - فيديو |
سورة ق الايات 15 - 26 سورة ق الايات 24 - 38 |
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي |
معنى { قَرِينُهُ... } [ق: 23] أي: الملك المقارن والملازم له عن يمينه وعن شماله يُسجِّل عليه كل أعماله وكل نَفَس من أنفاسه، يأتي ويقول: { هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } [ق: 23] هذا ما عندي لهذا العبد، وهذا ما سجلته عليه جاهز ومُعد. |
www.alro7.net